أصبح كاهناً في عمر 69 عاماً بعد زيارته لمديوغورييه
أصبح كاهناً في عمر 69 عاماً بعد زيارته لمديوغورييه
ألقى الأسقف بريندان ليهي Brendan Leahy اسقف منطقة ليمريك Limerick في ايرلندا كلمة ودّع فيها الأب الراحل فريد ماكدونل Fr Fred McDonnell، الذي أمضى السنوات العشر الأخيرة من حياته كاهناً على مذابح الرب في مدينة باترين Parteen في ايرلندا . لكن ما يجعل قصة الكاهن الأب ماكدونل استثنائية هو انه كان متزوّجاً وأباً لخمسة اولاد !
توفّت زوجته بعد معاناة طويلة مع المرض لكن ليس قبل ان تجعله يعدها في ان يلبّي رغبتها ويذهب بعد وفاتها في زيارة حج الى مديوغورييه . انتظر فريد الأرمل عدة اشهر قبل ان يُحقّق طلب زوجته الأخير .
زيارته لمديوغورييه كانت عام 1998 عندما كان في سن 65 ، وبعد ان تقاعد من عمله كمفتش حافلات . وهناك في مديوغورييه لبّى النداء وقرّر ان يصبح كاهناً . مُزوّدا ببركة ورضى اولاده توجّه الى روما ليبدأ تعليمه الكهنوتي من لاهوت وفلسفة ولغة لاتينية وغيرها … بينما كان ابناء جيله مستلقين براحة مستمتعين بتقاعدهم بعد سنين عمل طويلة.
حين ارتسم كاهناً في كاتدرائية القديس يوحنا كان عمره 69 عاما . قال يوم رسامته انه يتمنى ان يخدم الرب ويمارس كهنوته على الأقل لمدة عشر سنين .
أمنية قد تحقّقت !
فقد انتقل الى الأمجاد السماوية في الشهر الماضي عن عمر يناهز الثمانين .
في كلمته قال الأسقف ليهي :”لقد زرت فريد عدة مرات في الأشهر الماضية حين كان مريضاً ، فقد أظهر شجاعة كبيرة خلال مرضه وفي الأوقات الصعبة . كان لديه ايمان عظيم ولكي يصبح كاهناً كان عليه ان يرتاد الجامعة في روما وذلك في خريف عمره . انه لإلتزام عظيم فقد هجر بيته وبيئته ولمدة اربع سنين داوم على الدراسة مندمجاً في ثقافة غريبة ومختلفة عما اعتاد عليه طول عمره . لكنه كان صاحب دعوة وهذه الدعوة كانت مدهشة . يوم رسامته صلى الى الرب ، ان يمنحه من العمر عشر سنوات يقوم فيها بخدمته ككاهن . وقد حقق له الرب طلبه .”
كان يتمتّع بشعبية هائلة وبمحبة رعيّته في ابرشية ميليك باترين Meelick-Parteen . كان متواضعاً ولطيفاً والكثير من الناس إئتمنوه وداوموا على الإعتراف عنده وحضور القداس الإلهي وممارسة الأسرار المقدسة . عشرة سني كهنوته تذكّرنا بأهمية عطية الكهنوت للكنيسة وبأهمية الصلاة من اجل الدعوات. الكثيرون استفادوا من سنوات كهنوت فريد وسوف يفتقده كل من عرفه .
وقال الكاهن بات كيلي (ابن عم الأب فريد) في عظته :”موت زوجته آن كانت ضربة رهيبة لفريد والعائلة لكن فريد كان له ايمان . ايمان عميق وثابت . وذلك ما ساعده في الصمود . لكنه صدمنا عندما عاد من رحلته الى مديوغورييه وأعلن للجميع :”انا ذاهب الى روما لأصبح كاهناً !”
ماذا حدث له في مديوغورييه ، لم يقل لنا . فقط قال انه سمع نداء الرب وقد وجّهه اليه بواسطة الأم السماوية ملكة السلام . وليس بإمكانه ان يرفض او يتجاهل النداء . لا يمكن ان يكون ذلك قراراً سهلاً خصوصاً انه في عمر التقاعد ليس فقط من جهة الدراسة والثقافة بل بالانفصال عن عائلته وأولاده. لكنه كان حازماً وثابتاً في قراره . وأصبح كاهناً نفتخر به !
صوت الرب يتحدّث الى الجميع شباباً ومسنّين . والأب فريد عمل بوصية القديس بولس : «الْيوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». وقد اعطانا مثالاً رائعاً في الإستجابة الى ايضاً الى نداء السيدة العذراء .