أخبارقصص القديسين

كيف كانت الشياطين تضطهد خوري آرس القدّيس جان ماري فيانّي

الشياطين تضطهد خوري آرس القدّيس جان ماري فيانّي

في إحدى ليالي الشتاء إذ كان الثلج يتساقط بكثرة سمع خوري آرس القدّيس جان ماري فيانّي أصوات غريبة في منتصف الليل. فأسرع إلى الخارج آملاً أن يرى أثر أقدام على الثلج فكم كانت دهشته حينما لم يرى أي أثر، عندها لم يعد يخالجه أدنى شكّ أنه الشيطان ، فأسلم أمره لله وسأله أن يحميه مع ملائكته القديسين .

كان يعتريه اضطراب شديد ويحرمه النوم ويزيده ضعفاّ فأراد بعض أبناء رعيّته في آرس أن يرقدوا في الغرفة المجاورة وآخرون أن يسهروا في قبة الجرس ليعاينوا الداخل والخارج . ولكنّهم لما سمعوا الضجيج والأصوات المزعجة خافوا جدًّا. فقد سمعوا أصوات طقطقة هائلة وكأنّ الأثاث والأمتعة تتطاير فصرخوا بأعلى صوتهم ذعرًا ورعبًا وفتّشوا الغرفة فلم يجدوا أحداّ .

وبعد هذه الحوادث قرر القدّيس أن يبقى وحده دون أن يزعج أحداّ بحراسته إذ لم تكن مصارعته ضدّ اللحم والدمّ بل ضدّ ولاة هذا العالم، ومنذ ذلك الحين لم يعد يخاف من جميع هذه الأمور بل كان يستهزئ بها .

كان الشيطان يزوره كل ليلة قرب منتصف الليل. فبعد أن كان يضرب الباب ثلاثاً بقوّة تزعزع المسكن، كان تارة يصعد السلّم بدويّ يشبه قصيف الرعد، ثمّ يدخل غرفته بضجيج فيمسك بالستائر ويحرّكها بعنف، كأنه يريد تمزيقها. وتارة كان يرمي الكراسي على الأرض بشدّة ويزيح الأمتعة من أمكنتها بحدّة، منتقلاّ من مكان إلى آخر بقصيف وهدير، صارخاّ باستهزاء وتهكّم قائلًا: “فيانّي… فيانّي… يا أكّال البطاطا، لا بدّ لنا من أخذك بشراكنا والفتك بك. أنت في قبضة يدنا. أنت تحت سلطتنا!”

لم تكن الشياطين وحدها التي تظهر له، فالسماء كانت ترسل له التعزيات. فالسيّدة العذراء ظهرت له مرارًا لتقوّيه وتشدّده.

في أحد الأيام جاءته امرأةٌ بها شيطان فقالت له :
“أنت تعذّبني. فلو كان هنالك ثلاثة مثلكَ آخرون على الأرض لخربت مملكتي… لقد خطفت من يدي 80،000 نفس”.

لمّا سمع الأبّ ﭬيانّي هذا الكلام رفع قلبه وعقله إلى الله قائلاّ: “لا لنا يا ربّ لا لنا، لكن لاسمك أعطِ المجد″. وشَكر أمّه السماويّة القادرة على كلّ شيء بابنها الإلهيّ، هازئًا بالجحيم وقوّاته.

نعم كان يستطيع أن يهزأ بقوّات الجحيم، لأنّها فيما كانت تظهر له لتُزعجه وتقلقه، كانت قوّات السماء تظهر له أيضًا لتقوّيه وتشجّعه، كما قال بنفسه يومًا للأخت مرغريتا للقربان: “أريدُ أن أعطيكِ مِسبحة ثمينة جدًّا”. فقالت له : “وما الذي يجعلها ثمينة بهذا المقدار؟” أجابها: “قد لمسَتها العذراء القديسة بيدها الطّاهرة.”

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق