من الذي يسير نحو الفناء، الدين أم الإلحاد – ما هي توقعات ودراسات مراكز الأبحاث؟
مركز أبحاث بْيو العالمي ينشر تقرير مفاجئ
أصدر مركز بْيو للأبحاث مؤخراً تقارير عديدة عن الأبحاث والتوقّعات التي تخصّ الأديان. منها توزّع الأديان في الخريطة العالمية، انتشار المسيحية ونسبة تكاثر المسلمين المرتفعة وغيرها. اخترنا اليوم التركيز على نتائج مقارنة انتشار المسيحية مقابل الإلحاد.
كثيرا ما نسمع في وسائل الإعلام اليوم، إذ نسير في عصرنا الحديث المتكّل على المنطق والعلم، أن الإيمان المسيحي والدين بشكل عام قد انخفض انتشاره في جميع أنحاء العالم في السنوات الأخيرة. رسالة هذا العصر هي: الدين ما هو سوى أطلال وقطع أثرية من الماضي، شيء على البشرية أن تتخطّاه وتتركه للماضي. مع الشعور الرئيسي المناهض للدين المسيطر في وسائل الإعلام اليوم، قد يشعر البعض بالخشية أو التردّد في مشاركة إيمانهم مع العالم من حولهم، خوفاً من ردة فعل عنيفة أو إستنكار الآخرين. ومع ذلك، فإن التقارير عن موت الدين والإيمان، مبالغ فيها إلى حد كبير. الحقائق تجعلنا نتساءل هل يمكن أن الإلحاد في طريقه الى الفناء؟
على الرغم من أن الثقافة الشائعة تحب أن تقول أن الدين في طريقه الى الزوال، تقول الحقائق أمراً مخالفاً تماماً. تقرير “مستقبل الأديان العالمية: توقعات النمو السكاني”، 2010-2050 الذي أجراه مركز أبحاث بْيو العالمي Pew Research Center يرسم صورة مختلفة جداً عن المشهد الديني في عالم اليوم وتوقّعاته للمستقبل. والبيان الأكثر لفتاً للإنتباه هو بيان نسبة الملحدين والأشخاص غير التابعين لأي ديانة. الأبحاث تؤكّد أنها في تراجع.
“وفقاً لمركز أبحاث بيو، غير المنتمين دينياً – اشارة الى الملحدين، اللاأدريين (الأشخاص الذين لا ينكرون وجود الله ولكنهم لا يقرّون به كذلك) وغيرهم من الناس الذين لا يتبعون أي ديانة – نسبتهم من السكان آخذة في الانخفاض”.
اليوم، فإن نسبة الأشخاص في جميع أنحاء العالم الذين يعتبرون أنفسهم غير منتمين دينياً هي 16٪، ومن المتوقع أن تنخفض إلى 13٪ بحلول عام 2050.
أما البيانات عن انخفاض او انتشار المسيحية، فمن المتوقع أن تنمو عالمياً، وأعلى نسبة نمو للمسيحيين الجدد تأتينا من أفريقيا.
“من المتوقع أن يتضاعف عدد السكان المسيحيين في الدول الإفريقية جنوب الصحراء الكبرى من 517 مليون نسمة في عام 2010 إلى 1.1 مليار نسمة في عام 2050. وسترتفع نسبة المسيحيين في العالم الذين يعيشون في أفريقيا من 24٪ عام 2010 إلى 38٪ عام 2050”.
ما هو مؤكد حول المشهد الديني في المستقبل، هو أن الكاثوليكية باقية وما زالت تنمو وتزداد، خلافاً للتوقعات الشعبية والتصريحات المنتشرة في وسائل الإعلام في العصر الحديث، القائلة أنّ الإلحاد أصبح شائعاً ويتفوّق بانتشاره على الأديان، إلا أن الحقيقة هي بأنّ الإلحاد في انخفاض وفي تراجع مستمر.