6 طرق روحية للتأمل في عيد العنصرة وحلول الروح القدس
عيد العنصرة ويعني “اليوم الخمسون”، يختتم الزمن الفصحي ويتطلع إلى ما سيأتي. وهو احتفال بالروح القدس وعمله في العالم. يعلّمنا المزمور أن نصلّي قائلين: “ترسل روحك فتخلق، وتجدد وجه الأرض”. (مزمور 30:104) لمساعدتنا على الحفاظ على شعلة هذا العيد، هذه ستة طرق مليئة بالروح للتأمّل في عيد العنصرة!
1- إنه يوم إشراق الروح القدس
غالبا ما يعتبر الروح القدس منسياً وهو الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس. وهذا صحيح. نصلي للآب ونبتهل للابن يسوع المسيح. لكن خارج الليتورجية ، فإن تلاوة المجد للآب ورسم علامة الصليب هي في بعض الأحيان الاهتمام الوحيد الذي نمنحه للروح القدس.
الثالوث – إله واحد في ثلاثة أقانيم – هو سرّ ولغز يفوق إدراكنا.بالرغم من ذلك فقد علّمنا الرب يسوع أن نقبله بالإيمان.
بينما نسعى لمعرفة الله أكثر، يمكننا أن نلتفت إلى الروح القدس ليوجّهنا. هو الروح الذي نفخ الحياة في الخلائق عند تكوين العالم، وهو الذي ظلّل مريم لتحمل في المسيح، وهو الذي يسير الآن في وسطنا، كما سار يسوع نفسه على الأرض.
الله الروح القدس بالقرب منا وفينا ، يسعى ليقرّبنا إلى محبة الثالوث المعطية الحياة.
2- الكنيسة تحتفل بجميع المسيحيين
عيد العنصرة ليس مجرد عيد كاثوليكي أو أورثوذكسي. انه عيد المسيحيين في كل مكان! إذا كنا نحتفل بعيد ميلاد الكنيسة، فإننا نحتفل بكنيسة جميع المسيحيين.
جَسَدٌ وَاحِدٌ، وَرُوحٌ وَاحِدٌ، كَمَا دُعِيتُمْ أَيْضًا فِي رَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الْوَاحِدِ. رَبٌّ وَاحِدٌ، إِيمَانٌ وَاحِدٌ، مَعْمُودِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ، الَّذِي عَلَى الْكُلِّ وَبِالْكُلِّ وَفِي كُلِّكُمْ. (أفسس 6:4-4)
كنيسة يسوع هي جسده. عندما ينقسم المسيحيون، فإننا نكسر جسد المسيح. إنها ليست إرادة الله وهي سبب حزن كبير للمسيحيين في كل مكان.
يذكرنا عيد العنصرة بأن الروح القدس الذي نعتمد عليه هو الروح ذاته الذي يعطي الحياة لكل مسيحي. نحن إخوة وأخوات. نحن بحاجة إلى بعضنا البعض لكي نعيش دعوتنا بشكل كامل كجسد المسيح.
فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ. (1 كورنثوس 26:12)
3- تدعونا الكنيسة إلى تذكّر روابطنا البشرية المشتركة.
شجعنا القديس البابا يوحنا بولس الثاني أن نعرف الله على أنه “الأب المشترك للجميع”. الروح الذي يعطي الحياة للمسيحيين يعطي الحياة أيضاً لجميع الناس.
وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم، بل للذي مات لأجلهم وقام. (2 كورنثوس 15:5)
يدعونا الله أن نكون جسداً واحداً. أي يدعونا للوحدة مع كل شعوب العالم، من خلال الروح القدس، هذا ممكن. لكن هل نحن منفتحون على هذه الوحدة؟
4- إحياء ذكرى تقبّلنا الروح القدس في سرّ التثبيت
نحن الذين حصلنا على سر التثبيت، قد خضعنا لعنصرة خاصة. ومثل التلاميذ ، فإن تدفّق الروح القدس عند التثبيت يحثّ أتباع المسيح على أن يعيشوا حياة مسيحية كاملة.
في الليتورجيا ، نجدد وعود المعمودية بانتظام. ومع ذلك، نادرًا ما نفكر في تثبيتنا. في الكنيسة الأولى، كانت المعمودية والتثبيت سرًا واحدًا للدخول في المسيحية. واليوم التثبيت هو استكمال للمعمودية. فقد أصبحنا “مختومين بمنحة الروح القدس”، كما يقول الأسقف أو الكاهن أثناء منح السرّ المقدس.
عيد العنصرة هو فرصة مثالية لإعادة تقييم انفتاحنا على الروح القدس، ولإدراك أن النعمة التي تلقّيناها المعمودية والتثبيت يمكنها أن تغير حياتنا.
5- الله يستدعي مواهبنا الفريدة للعمل
مثلما نتأمل بيوم تثبيتنا، كذلك يمكننا التفكير بالمواهب الفريدة التي عهد بها الله إلينا. للروح القدس دور خاص في منح هذه العطايا والمواهب.
“المواهب اللدنية، سواء كانت خارقة العادة أو بسيطة ومتواضعة، هي نِعم من الروح القدس ذات فائدة كنسية مباشرة أو غير مباشرة، وموجهة إلى بناء الكنيسة، وإلى خير البشر وسد حاجات العالم”. (تعاليم الكنيسة 799)
كل واحد منا لديه مسؤوليات ودعوات محددة في حياتنا اليومية. الله يوفر الوسيلة لتنفيذها.
بالتركيز أكثر على مواهبنا وأقل على عيوبنا، يمكننا أن نبدأ في رؤية النعمة الوفيرة التي يقدمها الروح القدس.
6- العنصرة ترشدنا خلال كامل الزمن الليتورجي العادي.
عند الانتقال من عيد الفصح إلى وقت عادي، فإنّ عيد العنصرة هو لحظة انتقالية محورية. خلال موسم عيد الفصح، استقبلنا واحتفلنا بحياة جديدة في المسيح. يأتي الروح القدس الآن إلينا في عيد العنصرة، ليقدّم ويؤكد لنا أمانة الله الدائمة.
يركّز موسم “الزمن العادي” على التعرّف على الله في ما نراه عاديًا ودنيويًا. كما يركز على الاستجابة للنداء اليومي للمسيح في حياتنا. من خلال التعمّق في عيد العنصرة، يمكن لهذا العيد الخاص أن يلوّن ويشكّل الموسم الطويل بأكمله. رسالة العنصرة التي هي العمل التبشيري والإرتداد المستمر تسعى لإشعال قلوبنا بالفضائل المسيحية.
لا ينبغي أن يكون عيد العنصرة حدثًا متأخرًا بعيدًا عن عيد الفصح، وهو أكثر من مجرد احتفال بعيد ميلاد الكنيسة. عيد العنصرة يوجّهنا بنشاط الى الزمن العادي والى جميع الأزمنة المستقبلية، يوكّلنا ويلهمنا لخدمة العالم باستمرار من خلال بقائنا في حضور الروح القدس.