مواضيع روحية

الوعد الكبير – أعظم وعود قلب يسوع، شرحه وشروط الحصول عليه

الوعد الكبير - طريق قلب يسوع الأقدس إلى السماء

الـوعـد الـكـبـيـر

ما هو الوعد الكبير ؟

هو الوعد الثاني عشر الذي أعطانا الرب يسوع من خلال القدّيسة مارغريت ماري ألاكوك رسولة قلبه الأقدس:

إني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأن حبي القادر على كل شيء سيعطي جميع الذين يتناولون أول جمعة من الشهر مدّة تسعة اشهر متوالية نعمة الثبات الأخير. فإنهم لن يموتوا في نقمتي، بل سيقبلون الأسرار المقدسة، ويكون لهم قلبي ملجأ أميناً في تلك الساعة الأخيرة .

شرح الوعد الكبير

حين تراءى الرب يسوع للقديسة مارغريت ماري ألاكوك، فاه بتلك الكلمة “أعدكِ” وهو يبتغي إفهامنا أنه لما كان موضوع الكلام نعمة خارقة العادة، فقد شاء أن يُلزِم نفسه على شرف كلامه الإلهي، الكلام الذي قال عنه في الإنجيل: “السماء والأرض تزولان، وكلامي لا يزول” وأضاف على الفور: “في فرطِ رحمة قلبي”، كي يُفهمنا أنّ المسألة هنا ليست مسألة وعد عادي هو ثمرة رحمته الاعتيادية، بل مسألة وعد جدّ عظيم، بحيث لا يمكن صدوره إلّا من فرط رحمةٍ لا حدّ لها.

فكأنه أراد أن يقول لنا: “أيتها النفوس المفتديات بدمي، الوعد الذي أعدكنّ به، عظيم للغاية، حتى أن كنوز رحمتي تكاد تنفد معه. فعليكم أن تنتفعوا به.

ولكي نكون على يقين تام من أنه سيُنجز وعده على كل حال، فهو يستند إلى حبّه القادر على كل شيء، إلى الحبّ الذي يستطيع كل شيء، مراعاة للمتّكلين عليه.

ومعنى ذلك، أنّ جميع الحِيَل التي ينصبها إبليس لإبعاد النفس الواثقة بمحبّته عنه، إنما يُبطلها هو إبطالًا، معينًا تلك النفس أن تعيش عيشة مسيحية، وتعمل بموجب نعمته، لئلا يدركها الهلاك الأبدي.

ولما قال أنه سيمنح نعمة التوبة الأخيرة، أراد بقوله الحاسم، تلك النعمة الأخيرة الموقوف عليها الخلاص الأبدي – وهي أعظم التعم وأفضلها – ويُثبتها بقوله: “لن يموتوا في نقمتي” أي سيفوزون دون شك، بسعادة الفردوس.

أما ما وعد به الرب يسوع، من “أنهم لن يموتوا بدون قبول الأسرار المقدّسة” فلا ينبغي أن يُفهم الوعد على معناه المطلق، بل الإضافي لا غير. أي متى كان المحتضر في حال الخطيئة المميتة، سهّل له الحصول على المغفرة بالاعتراف الجيّد. وإن حُلرم النطق بسبب داء مفاجئ، أو تعذّر عليه قبول الأسرار لأي سبب كان، تعرف حينها قدرته الإلهية كيف تساعده على إنشاء فعل الندامة الكاملة، فتعيد إليه صداقته. إذ يكون قلبه الأقدس لكل من تناول أول تسع جمع من الشهر، ملجأً أمينًا في تلك الساعة الأخيرة.

شروط الوعد الكبير

للحصول على الغاية من الوعد الكبير وهي الفردوس حدّد الرب أربعة شروط، وهي كالآتي:

1) أن يُتناول تسع مرّات – من كانت تناولاته أقل من تسعة، فقد أخلّ أحد الشروط وعليه أن يبدأ من جديد.

2) أوّل جمعة من الشهر – لا بد أن نتناول في أول جمعة من الشهر. إن تناولنا في يوم آخر من الأسبوع، يوم الأحد مثلًا أو يوم جمعة ليس أول جمعة من الشهر، لا تخوّلنا هذه المناولات الحقّ في الوعد الكبير.

حتى المرشد الروحي لا يستطيع إبدال اليوم، وإن أبدله، فلا يكون للإبدال قيمة. الكنيسة لم تعطِ أحدًا هذا السطان. حتى المرضى أنفسهم لا يُعفوا من مراعاة هذا الشرط.

3) مدّة تسعة أشهر متوالية – هذا الشرط الثالث يفرض أن نتناول التسعة تناولات في أول جمعة من تسع أشهر متتابعة، بحيث لا يكون انقطاع. فإذا تناول أحد خمسة تناولات مثلًا أو ستّة، ثم أهمل التناول شهرًا واحدًا، ولو اضطرارًا – إمّا لعدم إمكانه، أو لنسيان منه – لم يرتكب أدنى خطأ، ولكن عليه أن يعيد رياضته من البدء.

أمّا التناولات التي تناولها، فلا يجوز، ولو مقدّسة ذات استحقاق، أن تدخل في عداد التناولات السابقة.

4) بالاستعداد الواجب – يتحقّق هذا الاستعداد، متى تناولنا في حال النعمة. أمّا من تناول ولو مرّة واحدة مع علمه بأنه في حال الخطيئة المميتة، فلا يضمن لنفسه السماء، بل يستوجب أشدّ العقوبات، لأنه يسيء استعمال الرحمة الإلهية.

من المستحسن تكرير النية كل مرة: أن نتناول هذه التناولات، لاجتناء ثمرة الوعد الكبير. وأن نُعوّض قلب يسوع من كفران الناس بجميله، وإهمالهم إياه في سرّ الحبّ هذا.

وعود قلب يسوع الأقدس الإثني عشر للقديسة مارغريت ماري الاكوك: وتجدها في هذا الرابط وعود قلب يسوع الأقدس

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق