التكريس الكامل

اليوم الثامن: التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

التكريس الكامل ليسوع
من خلال مريم

اليوم الثامن

الغرض: إفراغ نفسك من روح العالم

افحص ضميرك، صلِّ، تدرب على: التخلي عن إرادتك، الإماتة، ونقاء القلب. هذا النقاء هو الشرط الذي لا غنى عنه للتأمل في الله في السماء، لرؤيته على الأرض ومعرفته بنور الإيمان. يجب استخدام الجزء الأول من التحضير في التخلص من روح العالم التي تتعارض مع روح يسوع المسيح. تتكون روح العالم أساساً من إنكار هيمنة الله السامية. إنكار يتجلى عمليًّا في الخطيئة والعصيان؛ وبالتالي فهي تعارض بشكل أساسي روح المسيح، التي هي أيضًا روح مريم.

تتجلى روح العالم من خلال شهوة الجسد، وشهوة العيون وفخر الحياة. ومن خلال عصيان قوانين الله وإساءة استخدام المخلوقات. أعمال روح العالم هي: الخطيئة في جميع أشكالها، ثم كل شيء الذي يقود الشيطان بواسطته إلى الخطيئة؛ أي الأعمال التي تجلب الخطيئة والظلام إلى العقل، والإغواء وفساد الإرادة. عظمة روح العالم هي الرونق والسحر الذي يستخدمه الشيطان لجعل الخطيئة مغرية بواسطة الأشخاص والأماكن والأشياء.

القراءة

الاقتداء بالمسيح – السفر 1 الفصل 13

في مقاومة التجارب

«ما دمنا في هذه الحياة، لا يمكن أن نخلو من الضِّيق والتَّجربة. ولذلك قد كتب في سفر أيُّوب: «تجربةٌ هي حياة الإنسان على الأرض». فعلى كلّ واحدٍ أن يجعل همَّه في مجابهة تجاربه، وأن يسهر ويصلّي، لئلاَّ يجد إبليس موضعًا لإغوائه؛ فإنَّه لا ينعس أبدًا، بل «يجول ملتمسًا من يفترسه». ما من أحدٍ، أيًّا كان كماله وقداسته، إلاَّ وتهاجمه التجارب أحيانًا؛ فمن المحال أن نخلو منها تمامًا».

«على أنَّ التَّجارب أحيانًا – وإن عنيفةً مرهقة – كثيرًا ما تكون جزيلة الفائدة للإنسان، أنها تذلّله وتنقّيه وتؤدّبه. فالقدِّيسون جميعًا جازوا في المضايق والتَّجارب، فافلحوا. أمَّا الذين لم يقووا على احتمال التجارب، فرذلوا وسقطوا».

«كثيرون يطلبون الهرب من التَّجارب، فيقعون فيها وقوعًا أشد. بالهرب وحده لا نستطيع الغلبة، لكن الصبر والتواضع الحقيقيّ، يجعلاننا أقوى من جميع الأعداء. من لم يحد عن الشَّرّ إلاَّ في الخارج فقط، دون أن يقتلعه من أُصوله، فقلَّما يتقدَّم؛ بل سرعان ما تعاوده التَّجارب، فتزداد حاله سوءًا. الغلبة بالتَّمهُّل والصبر وطول الأناة، أيسر عليك منها بالقسوة واللجاجة. أكثر من طلب المشورة إبَّان التَّجربة، ولا تعامل بقسوةٍ من كان مجرَّبًا، بل عَزِّهِ كما تودّ أن يصنع لك».

«أوَّل جميع التَّجارب الشّريرة، تقلُّب النَّفس وقلَّة الثّقة بالله؛ فكما أنَّ السَّفينة التي بلا دفَّة، تتقاذفها الأمواج من كل جهة، كذلك الإنسان المتراخي، النَّاكص عن قصده، يمتحن بتجارب مختلفة».

الصلوات

هلّم أيها الروح القدس

هلم أيها الروح القدس، وأرسل من السماء شعاع نورك.
هلم يا أبا المساكين.
هلم يا معطي المواهب.
هلم يا ضياء القلوب.

أيها المعزي الجليل، يا ساكن القلوب العذب،
أيتها الاستراحة اللذيذة، أنت في التعب راحة،
وفي الحر اعتدال، وفي البكاء تعزية.
أيها النور الطوباوي، إملأ باطن قلوب مؤمنيك،

لأنه بدون قدرتك لا شيء في الانسان
ولا شيء طاهر:
طهر ما كان دنساً، إسق ما كان يابساً،
إشف ما كان معلولاً، ليِّن ما كان صلباً،
أضرم ما كان بارداً، دبّر ما كان حائداً.

أعط مؤمنيك المتكلين عليك المواهب السبع،
امنحهم ثواب الفضيلة،
هب لهم غاية الخلاص،
أعطهم السرور الأبدي. آمين

السلام عليكِ يا نجمة البحر

السلام عليكِ يا نجمة البحر، يا أمّ الله الرؤوفة الدائمة البتوليّة، يا بابَ السماء السعيد. إقبلي هذا الكلام كما قبلتِه من فم الملاك جبرائيل، مُنّي علينا بالسلام، كسّري قيود الخبثاء، أنيري عقول الخطأة، أبعدي عنّا الشرور التي تدركنا من جميع الجهات. أمطري علينا الخيرات، أظهري ذاتكِ بأنّك أمٌّ لنا، وتوسّطي بيننا وبين ابنكِ الذي تجسّد من أجلنا.

يا عذراء لا مثيل لها، يا عذراء العذارى، خلّصينا من خطايانا لنكون وديعين وطاهرين. ولتكن بواسطتكِ، حياتنا نقيّة، وطريقنا بدون خطر. لكي نتمتّع بالفرح السماوي بمشاهدة ابنك يسوع. المجد والإكرام لله الآب، وليسوع المسيح مخلّصنا وللروح القدس. آمين.

نشيد مريم

تعظم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلصي،
لأنه نظر إلى تواضع أمته
فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال،
لأن القدير صنع بي العظائم واسمه قدوس
ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه،

صنع عزًا بساعده وشتت المتكبّرين بأفكار قلوبِهم،
حطّ المتكبرين عن الكراسي، ورفع المتواضعين،
أشبع الجياع خيرًا والأغنياء أرسلهم فارغين،
عضد إسرائيل فتاه فذكر رحمته،
كما كلّم أباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد.

المجد للآب والابن والروح القدس،
كما كان في البدء والآن، وكل أوان، وإلى دهر الداهرين. آمين.

صلاة التكريس لليوم الثامن

«يا مريم، الحية في فكر الآب، يا مريم عروس تدابير الآب، ذكّريني بحضورك الأمومي الذي يغمرني، أنني خُلقت بحكمة وحب، لكيما استطيع القول بقلب مملوء عرفاناً بالجميل لآبٍ طيب غاية الطيبة: «أحمدك على المعجزة التي صنعتها بخلقي».

يا مريم زوري لحظة الحبل بي فأكرّسها لك وأكرّس لك أبي وأمي بالجسد، وأكرّس لك اتحادهم، وأكرّس لك جميع زيجات الأرض لكي يعطي الإنسان الحياة بحكمة وحبّ، على صورة الله».


التكريس الكامل ليسوع من خلال مريم

 →  السابق       البداية       التالي  ← 

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق