أخبارظهورات مريمية

هل تعلم أن العذراء سيّدة غوادالوبي ظهرت في إسبانيا 200 عام قبل ظهوراتها الشهيرة في المكسيك؟

ظهور العذراء سيّدة غوادالوبي في إسبانيا 

في عام 1326، بالقرب من نهر غوادالوبي في كاسيريس بإسبانيا، شهد الراعي جيل كورديرو ظهور العذراء مريم التي أرشدته إلى مكان مدفون فيه تمثال عجائبي أهداه البابا القديس غريغوريوس الكبير لإسبانيا قبل حوالي 800 عام.

في 5 آب 542 ظهرت العذراء تحت لقب سيدة الثلج وطلبت أن يتم بناء كنيسة عُرفت لاحقًا باسم بازيليك القديسة مريم الكبرى(بازيليك ماري ماجوري) على تلة إسكويلين في روما.
في عام 542 وضع البابا القديس غريغوريوس الكبير تمثال للعذراء عجائبي في البازيليك. خلال وباء الطاعون في ذلك العام، أقام البابا موكب مع التمثال من بازيليك ماري ماجوري عبر شوارع روما المليئة بالأنقاض لتخليص المدينة من الوباء. كان التمثال من الخشب النفيس النظيف الذي يشبه في مظهره المهيب عذراء سراكوزا.

خلال المسيرة عبر روما مع التمثال، شوهد ظهور ملاك فوق بناء ضخم بالقرب من موقع الفاتيكان الحالي، وتوقف الطاعون.

وبعد ذلك بفترة قصيرة، أرسل البابا غريغوريوس التمثال كهدية إلى القديس لياندر، أسقف إشبيلية، امتنانًا لعمله في اهتداء ملوك القوط الغربيين، القديس هيرنجيلد وريكارد.

في عام 711 كانت إسبانيا تتعرّض لهجوم الغزاة العرب، وكان لا بد من إخفاء التمثال عن المسلمين الذين دمّروا كل اللوحات والتماثيل المسيحية. اختار المؤمنون أخفاء التمثال في كهف بعيد، في مقاطعة كاسيريس في سهل إكستريمادورا بالقرب من نهر يعرف باسم غوادالوبي والذي بحسب اللهجة المحلية لهذه المنطقة النائية يعني “الجدول الخفي”. ووضعوا فوقه جرس الكنيسة وختموا الكهف.

بعد مضي ما يزيد على 600 عام، في سنة 1326 ظهرت السيدة العذراء لراعي أبقار بسيط ومتواضع يُدعى جيل كورديرو الذي كان يبحث عن بقرة ضالة. وجد كورديرو البقرة المفقودة فوق كومة من الحجارة، لكنها كانت بلا حراك، كما لو كانت ميتة. أراد كورديرو أن يسلخ جلدها عندما نهضت البقرة فجأة بأعجوبة. تفاجأ كورديرو أنها على قيد الحياة! في تلك اللحظة شاهد كورديرو امرأة قادمة من الغابة.

قالت العذراء لكورديرو: “لا تخف، فأنا والدة الإله التي بواسطتها حقّق فداء الجنس البشري. اذهب إلى بلدتك وأخبر رجال الدين وغيرهم من الناس أن يأتوا إلى هذا المكان حيث أشير لك واحفروا هنا، ستجدون تمثالًا”.

فعل كورديرو ما طلبت منه العذراء المباركة، وطلب من السلطات المحلية البحث عن التمثال، في البداية تعرض للسخرية. فبنظرهم كان مجرد راعٍ بسيط له خيال واسع. لكن عندما أصرّ كورديرو على الظهور وأظهر لهم العلامات على بقرته حيث أخذ في سلخ جلدها، بدأ النبلاء ورجال الدين في الاستماع لقصته.

وسرعان ما ذهبوا إلى الموقع، حيث حفروا في المكان المحدد، وأزالوا الحجارة وغيرها من الحطام، ووجدوا الكهف وداخل الجرس وجدوا التمثال مع وثيقة قديمة تشرح أصله. ثبت أنه التمثال الذي أرسله البابا القديس غريغوريوس الكبير إلى إسبانيا. (ودُفن هناك أيضًا رفات القديس فولجينتيوس القديسة فلورنتينا)

تم بناء كوخ على عجل وتصميم مذبح متواضع من الحجر. وسرعان ما استبدل بكنيسة صغيرة، أذابوا الجرس وخُّلط بمعدن آخر ليشكل جرسَين لدعوة المؤمنين بالصلاة وكانوا أيضًا يقرعونهما أثناء العواصف الشديدة للحفاظ على المحاصيل. شخصيات بارزة عديدة من مناطق كثيرة من أوروبا زارت الموقع للتبرّك وتقديم الإكرام لسيدة غوادالوبي.

ألفونسو الحادي عشر، ملك كاستيل (قشتالة) وليون، كان من أوائل الحجاج المنتظمين إلى غوادالوبي. أراد الملك ألفونسو توسيع كنيسة غوادالوبي لتصبح كنيسة وديرًا، لكنه توفي عام 1350، لذلك أكمل بناءها خوان الأول ملك قشتالة. وعهد الملك بالكنيسة إلى الهيرونيميت، رهبان القديس جيروم. حافظ الدير على الرعاية الملكية حتى عام 1835، عندما تمت مصادرة ممتلكات الكنيسة وتفرقت الجماعات الرهبانية في إسبانيا خلال الحرب الكارلية الأولى.

عام 1486 يقال إن كريستوفر كولومبوس قد صلى أمام تمثال سيدة غوادالوبي قبل الانطلاق عبر المحيط الأطلسي إلى العالم الجديد. تقول بعض الروايات إنه حمل معه نسخة طبق الأصل عن التمثال الخشبي. قام فيما بعد بتسمية جزيرة في جزر الهند الغربية باسم “غوادالوبي”. وبعد وصوله إلى أمريكا عام 1492، عاد إلى دير سيدة غوادالوبي ليشكر الله وعذراء غوادالوبي على نجاح رحته وعودته آمنًا. 

عام 1531 ظهور العذراء في المكسيك – سيدة غوادالوبي 

كان الإزتيك، سكان المكسيك، يعبدون “الإله الثعبان” الحجري ويقدّموا له تضحيات بشرية. أثناء ظهور العذراء، سألها القديس خوان دييغو عن اسمها، بناءً على طلب الأسقف المحلي ، جاء رد السيدة العذراء، بلغة الأزتيك، أنا كواتلاسوبي “te coatlaxopeuh” (تُنطق: ” quatlasupe “) وتعني “أنا التي تسحق رأس الثعبان”.

الأسقف خوان دي زوماراجا ، الذي كان من إسبانيا، بدا له اسم “Te Quatlasupe” تمامًا مثل اسم العذراء المكرّمة في إسبانيا باسم “Guadalupe”. ومن ثم، أطلق الأسقف على العذراء المكسيكية “سيدة غوادالوبي”.

1907
توّجت عذراء غوادالوبي بشكل قانوني وأعلنت شفيعة إكستريمادورا في إسبانيا.

1928
امتدت رعاية السيدة العذراء لتشمل كل العالم الناطق باللغة الإسبانية.

1955
أعلن البابا بيوس الثاني عشر أن معبد سيدة غوادالوبي في إسبانيا هي بازيليك بابوية صغيرة.

يحتفل بعيد سيدة غوادالوبي في إسبانيا في الثامن من سبتمبر.

شفاعة سيّدة غوادالوبي وصلاتها تكون مع الجميع

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق