مريم العذراء تشكو انتهاكات وإهمال الكهنة والشعب لسرّ الإفخارستيا – من “الكتاب الأزرق”

من “الكتاب الأزرق” رسالة 8 آب 1986

في حديثها إلى الأب دون ستيفانو غوبّي المدوّن في “الكتاب الأزرق” تشكّت السيّدة العذراء أمّ الإفخارستيا عن الإهمال والانتهاكات التي يتلقّاها الرب يسوع في سرّ القربان الأقدس

أمّ الإفخارستيا –

إن يسوع هو اليوم محاطٌ بالفراغ وبشكل خاص من قِبَلكم، أيها الكهنة، الذين في عملكم الرسولي غالبًا ما تتحرّكون بدون جدوى وبطريقة سطحيّة جدًّا، باتجاهكم نحو الأشياء الأقل أهمية والأكثر ثانويّة، ناسين أن مركز نهاركم الكهنوتي يجب أن يكن هنا أمام بيت القربان، حيث يسوع هو حاضر، وحيث يُحفَظ خاصة من أجلكم.

إنّه محاطٌ أيضًا بلامبالاة كثيرين من أبنائي، الذين يعيشون وكأنّه غير موجود، والذين عندما يدخلون إلى الكنيسة من أجل مهامهم الليتورجية، لا يفطنون حتى إلى وجوده الفعلي والإلهي بينكم. إنّ يسوع في الإفخارستيا هو غالبًا في زاوية منعزلة، فيما يجب أن يوضع في وسط الكنيسة وفي محور اجتماعاتكم الكنسيّة، لأن الكنيسة هي هيكله المبنيّ أولاً من أجله، ومن ثمّ من أجلكم.

إن الذي يحزن بعمق قلبي الوالدي هو رؤية يسوع الحاضر في الإفخارستيا، كيف يُعامَل في كثير من الكنائس، حيث يُبعَد في زاوية كما لو كان شيئًا معَدًّا للاستعمال في اجتماعاتكم الكنسيّة.

إن الانتهاكات خاصّة تُشكّل اليوم حول قلبي البريء من الدنس، إكليلاً مؤلمًا من الأشواك. كم هنالك من المناولات والانتهاكات التي تُقترف اليوم! باستطاعتنا القول أنه لم يعد هنالك الآن إحياء للإفخارستيا، لا يتمّ فيه انتهاك للأقداس. آه لو كان بإمكانكم أن تروا بعيوني فداحة هذا القُرح، الذي نقل العدوى إلى الكنيسة كلّها، وهو يشلّها ويجعلها غير نقية ومريضة جدًّا! لو كان بإمكانكم أن تروا بعيوني، لكنتم تسكبون أنتم معي أيضًا دموعًا غزيرة.

إذًا يا أحبائي وأبنائي المكرَّسين لقلبي، كونوا أنتم اليوم نداءًا قويًّا للعودة التامة إلى الكنيسة المجاهدة، ليسوع الحاضر في الإفخارستيا. لأنه هنا فقط يوجد ينبوع الماء الحيّ، الذي ينقّيها من جفافها ويجدّد الصحراء التي تحوّلت إليه؛

هنا فقط يوجد سرّ الحياة، الذي يُحلُّ عليها عنصرة ثانية من النعمة والنور؛ هنا فقط يوجد ينبوع القداسة المتجدّدة: “يسوع في الإفخارستيّا!” ليس في مخطّطاتكم الرعويّة ولا في مناقشاتكم، ولا في الرسائل البشريّة التي تضعون فيها ثقتكم ويقينكم، ولكن فقط في يسوع الإفخارستي الذي يعطي الكنيسة كلّها القوة لتجديد كامل، يجعلها فقيرة، مبشّرة، زاهدة، مجرَّدة من كلّ عون تثق به، مقدّسة، جميلة، فتيّة، وبدون عيب، اقتداءً بأمكم السماوية.

من “الكتاب الأزرق” –  يُنشر بإذن الكنيسة