عبادات

الأحزان السبعة لربنا يسوع المسيح – عبادة يومية لتعزية يسوع

لأول مرة عبادة تلقي الضوء على أحزان يسوع مستوحاة من الإنجيل وكلمات الرب يسوع

منذ عهد المسيحيين الأوائل، كان للكنيسة اهتماماً عظيماً بعذابات وموت الرب يسوع. وأسّست صلوات وعبادات مختلفة للتأمل بآلامه. من بينها السبع كلمات الأخيرة للمسيح على الصليب، ساعات سجود، درب الصليب وغيرها. عظمة آلام يسوع يوم موته تجعل المؤمين ينسون الآلام والأحزان الأخرى التي عاناها في حياته.

هناك عبادتان تتطرّق الى آلام يسوع بشكل عام. الأولى هي أحزان مريم السبعة والثانية أحزان القديس يوسف. هاتان العبادتين ترتبط بآلام يسوع، لكن هناك عبادة خاصة لآلام يسوع تُلقي الضوء على أهم سبعة من أحزانه وآلامه وهي مستوحاة من الإنجيل ومن كلمات الرب يسوع ذاته، وتجذبنا الى التأمل ليس فقط وقت آلامه يوم الجمعة العظيمة.

الأحزان السبعة لربنا يسوع المسيح :


1- ليس له أين يُسند رأسه
«لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».(لوقا 58:9)
كان الرب يسوع في تنقّل مستمر، يجول الأرض يصنع الخير للجميع. ليس له بيت بل كان يعتمد على ضيافة الناس. مركز خدمته كانت أورشليم، المدينة التي صلبته.

لنتأمّل بيسوع المُتشرّد: نحن أيضاً نعيش في عالم يُشرّد أولادك ويعزلهم عن بيوتهم وانتمائهم. لكننا نعرف يا رب أننا لسنا سوى حجّاج على الأرض، نسعى في مسيرة مستمرة نحو منزلنا الأبدي. وحياتنا على الأرض ليست سوى رحلة هدفها الوصول الى وطننا السماوي. نريد أن نشهد لك أنت الذي لم تجد أين تسند رأسك، بأن نكون سنداً وعوناً لإخوتنا المشرّدين على مثالك. فازرع طريقنا رحمة ومحبّة للقريب. آمين

أبانا، السلام، والمجد

2- بدون كرامة في وطنه
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَيْسَ نَبِيٌّ بِلاَ كَرَامَةٍ إِلاَّ فِي وَطَنِهِ وَبَيْنَ أَقْرِبَائِهِ وَفِي بَيْتِهِ». (مرقس 4:6)
يعود الرب يسوع الى الناصرة البلدة التي يحملها في اسمه، لكنها رفضته.

لنتأمّل بيسوع المرفوض: لم تكن تلك المرة الأولى الذي تُرفض يا يسوع.، وما زلت تُرفض من خاصّتك. نرفضك عندما نقبل الخطيئة. نرفضك عندما لا نُدخلك بيوتنا وحياتنا. نرفضك عندما لا نقبل مشيئتك وعطاياك. أعطنا يا رب أن نحتضن بفرح كل ما ترسله لنا من أحزان ومصاعب وآلام، كي نتشبّه بك وبتواضعك العجيب. آمين

أبانا، السلام، والمجد

3- بكى يسوع
وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ». بَكَى يَسُوعُ. (يوحنا 35:11-34)
يسجّل لنا الإنجيل أن يسوع بكى مرتين في الأسبوع الأخير من حياته. أظهر عواطف وحزن قلبه المعبود وبكى على صديقه لعازر. وبكى أيضاً على أورشليم.

لنتأمّل بيسوع الباكي: يا يسوع الحزين، لم تُخفِ عنا دموعك وشاركتنا حتى في ألم فقدان شخص عزيز. بعد أن بكيت على لعازر أقمته من الموت. وبعد أن بكيت على أورشليم انتصرت بقوّتك على الموت. بجاه دموعك وحزنك المقدّسين، رافقنا في أحزاننا وأوصلنا بنعمتك الى فرح القيامة المجيدة فنسبّحك في سمائك الى أبد الدهور. آمين.

أبانا، السلام، والمجد


4- حسرة يسوع ورثائه على أورشليم
يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا!
شعر يسوع بالحسرة على أورشليم، المدينة التي أحبّها. أراد أن يحميها ويباركها، ملأ شوارعها وأزقّتها بالمعجزات. شفى المرضى، فتح عيون العميان، أقام المخلّعين، طهّر البرص. وماذا فعلت أورشليم. رفضت تعاليمه، اضطهدته وقتلته وعلّقته على الصليب.

لنتأمّل بيسوع المُتحسِّر: يا يسوعي الحبيب، أرغب أن أموت قبل أن أكون كأورشليم. أسألك أن تملأ قلبي رحمة وحبّاً وأن لا أسير إلا بحسب مشورتك وأحكامك. لأني لا أريد سوى رؤية مشيئتك تملك عليّ وعلى عائلتي وعلى كل الأرض. آمين

أبانا، السلام، والمجد

5- نزاع الجسمانية
«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. وَإِذْ كَانَ فِي جِهَادٍ كَانَ يُصَلِّي بِأَشَدِّ لَجَاجَةٍ، وَصَارَ عَرَقُهُ كَقَطَرَاتِ دَمٍ نَازِلَةٍ عَلَى الأَرْضِ. (لوقا 22: 42-44).
عذاب يسوع في حديقة الجسمانية هي ذروة أحزانه. على الصليب حمل كامل وزن خطايا البشرية منذ آدم وحتى انتهاء العالم. اختبر يسوع الخوف البشري عندما رأى هول الأحداث المزمع أن يحتملها. لكن صلاته كانت أن تتم مشيئة الآب لا مشيئته هو.

لنتأمّل بيسوع المنازع: يا يسوع الواقع تحت عذابات روحية لا تطاق، وسط نزاع روحك لم تبحث عن تعزية بل أردت من قلبك أن تتمّم مشيئة أبيك السماوي، إجعلني أرى في الألم الجسدي والنفسي هدية ونعمة منك. أنر روحي وعقلي فأبحث فقط عن إتمام مشيئة أبي السماوي.

أبانا، السلام، والمجد

6 – قبلة الخيانة
«يَا يَهُوذَا، أَبِقُبْلَةٍ تُسَلِّمُ ابْنَ الإِنْسَانِ؟» (لوقا 22: 48)
قبلة يهوذا طُبِعت على وجه يسوع مباشرة بعد نزاع الجسمانية. خيانة صديق تخرق كالسيف قلب يسوع الأقدس الحزين. وتتالت الخيانات. تخلّى عنه بطرس أقرب المقربّين، وتشتّت التلاميذ خوفاً من اليهود. ورضيَ الشعب بأن يُطلق سراح مجرم وأن يُصلب يسوع.

لنتأمّل بيسوع المطعون بسيف الخيانة: ربّاه! ما هذا الوجع الذي مزّق قلبك المعبود. الجميع خانوك وتركوك. آه يا إلهي، ليتني أصرف عمري بالتعويض عن خياناتي الكثيرة التي طعنت بها قلبك الحزين. فأعطني ربي التوجّع الصادق على كل ما أهنتك به طوال حياتي، من فكر وقول وفعل وإهمال. آمين

أبانا، السلام، والمجد

7 – التخلّي على الصليب
صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟ (متى 46:27)
لم تكسر الجسمانية يسوع، بل كُسِر حقّاً على الصليب، دون أن يتوقّف عن كونه الله ودون أن يفقد كمال وبراءة بشريّته. نزاعه النفسي اكتمل عندما صرخ “إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟

لنتأمّل بيسوع المتروك: صرختك يا يسوع أوجعت قلبي، كم هو عميق الألم الذي مزّق قلبك وأحشائك عند شعورك بتخلّي الآب عنك. لم يعد هناك ألم نعيشه لم تتجرّعه أنت. موتك على الصليب منحنا الخلاص، فلن نشعر أبداً أنّ الله الآب تخلّى عنا. فأنت عمانوئيل – الله معنا. باقٍ أنت معنا على الدوام نتوسّل إليك بحق جميع آلامك وأوجاع أمّك الحزينة، لا تدعنا نفقد هذه الثقة أبداً. آمين

أبانا، السلام، والمجد

اشترك بالنشرة البريدية للموقع

أدخل بريدك الإلكتروني للإشتراك في هذا الموقع لتستقبل أحدث المواضيع من خلال البريد الإلكتروني.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق